أعذر من أنذر
شفتاها جمرٌ مُتَّقِدٌ
والشهدُ جنى الجمرِ الأحمرْ
وبياض الثلج يعانقهُ
ما أعجبه هذا المنظرْ
ثلجٌ ولهيبٌ قد جُمِعا
هذا أمرٌ لا يُتَصَوَّرْ
والأعجبُ والأعذبُ لفظٌ
ينسابُ كحبّاتِ السُّكَّرْ
والخدُّ تبارك خالقهُ
مَنْ صوَّرَهُ مثلَ المَرْمَرْ
أما الألحاظُ فلا تسألْ
عن حُسْنٍ فيها يتبخترْ
ما أبدعها ما أبرعها
تأسر بالنظرات وتسحرْ
للعاشق فيها جناتٌ
أو نارُ عذابٍ تتسعّرْ
إن شاءت فالنظرةُ تُحيي
أو تقتل والموتُ مقدَّرْ
لم تَقْتُلْ مَنْ قَتَلَتْ غدراً
بل أوحَتْ بالطرف أنِ احذرْ
قتلانا مِنْ قَبْلُ ألوفٌ
بل أكثر لا لا بل أكثرْ
قُتِلوا بالنظرة لا سيفٌ
قد سُلَّ ولا حتى خنجرْ
يا عاقلُ أنذرْنا فافهمْ
أندرنا أعذر من أنذرْ
هذا المذبوح وذا دمُهُ
مسفوكاً وهناك المنحرْ
فتقدَّمْ إن شئت إليهِ
أو حَكِّمْ عقلَك وتأخَّرْ
فالرحمةُ أمرٌ نجهلهُ
إنا لطُغاةٌ نتجبّرْ
ونُريقُ دماء ضحايانا
فَتُطَلُّ إلى يوم المحشرْ
اضافة تعليق